ومن خوفي حكيت لزميلة أخرى أثق في عقلها ودينها، فنصحتني بسرعة الابتعاد وشرحت لي عواقب هذا الطريق، وعندما امتنعت حضرت لي أم صديقتي لتقنعني بالعودة، وكان ستر الله عظيماً أن شاهدتها زميلتنا الأخرى معي أمام الجامعة واستمعت لكلامها، فطردتها وهددتها بالفضيحة..
وهكذا كادت هذه المرأة وبناتها أن يفسدنني لولا ستر الله ودعاء الوالدين.
زوجة رجل محترم
وبحزن تؤكد إحدى السيدات أن سبب تعاستها في الحياة هي إحدى صديقاتها، وتضيف:كنت زوجة لرجل محترم ولكن كان عصبياً للغاية، أنجبت منه ولدين وبنتاً وتحملت عصبيته من أجل أولادي إلى أن ظهرت في حياتي إحدى الجارات التي سكنت بجواري حديثاً، وكانت تسمع زوجي وهو يرفع صوته عليّ وعلى الأولاد، وزارتني ذات يوم وسألتني عن سبب عصبية زوجي فقلت لها: هذا طبعه؟ انه عصبي لكنه طيب القلب ،فأبدت استياء ونصحتني ألا أسكت على هذا الوضع، وأن هذا غير لائق بي، ورفع صوته علي يعني أنه لا يحترمني ولا يحبني.. واتهمتني بالضعف وطالبتني أن آخذ حقي من زوجي ويكون لي موقفاً إيجابياً معه.
وبعد أسبوع زارتني ثانية وكررت نصائحها، وظلت تحكي لي عن شقيقها، وحنانه على زوجته رغم تسلطها، ورقته معها رغم نكدها.
وأيضاً تحكي لي عن شقيقها المثالي في معاملته للنساء وحنانه ورقته إلى آخره..
إلى أن جاءتني يوماً وقالت لي إن شقيقها موجود وطلبت مني أن أجلس معه لأحكي له عن مشاكلي مع زوجي ولا أعرف كيف وافقتها وذهبت معها إلى شقتها، وبالفعل وجدت رجلاً وسيماً، هادئاً، رقيقاً، مثقفاً في حديثه وشعرت براحة شديدة وأنا أتحدث معه، وتكررت زياراته، وبالتالي لقاءاتنا، فطلبت من زوجي الطلاق وهدمت بيتي، وأبدى هو وشقيقته سعادة بالغة بهذا الخبر، وفي شهور العدة حاول أن يقيم معي علاقة غير شرعية ولما رفضت بشدة وإصرار اختفى فجأة هو وشقيقته من العمارة نهائياً، ولا أعرف أين ذهبا..
ولكن بعد أن فقدت زوجي وبيتي وأولادي واستقراري..
ولم يبق لي إلا أصابع الندم أعضها ليل نهار وأقول: حسبي الله ونعم الوكيل في هذه الجارة الشيطانة، التي أحذّر كل النساء من أمثالها، وأنصحهن بألا يضعن أذنهن لنصائح الأخريات، وألا يسمحن لهن بالتدخل في حياتهن مهما كان الثمن.
إفساد المرأة للمرأة
إفساد المرأة للمرأة حقيقة تؤكدها السيدة فوزية علي نجم مسؤولة علاقات عامة قائلة:أسمع في النوادي التي أرتادها كثيراً بحكم عملي، وأيضاً في المجتمعات النسائية في المناسبات الخاصة، حكايات يشيب لها الولدان عن (مقالب) النساء في بعضهن البعض، والتي يقصد منها في النهاية تدمير حياة المرأة أو وصفها في وضع اجتماعي سيئ أو على الأقل محرج، والسبب الغالب والأعم لهذه الكارثة هو (الغيرة)..
غيرة المرأة من المرأة التي لا يحدها حد، وفي أحيان أخرى يكون سببها (الإفساد) في حد ذاته، كأن تجر المرأة، الأخرى إلى الرذيلة أو الطلاق أو التمرد على حياتها بصورة أو أخرى لهدف (براجماتي) أو لغرض ما في نفس المرأة المخربة أي الداعية للفساد.
اعترافات ليلية
ومن جهتها تقول الإعلامية المعروفة بثينة كامل صاحبة برنامج (اعترافات ليلية): ووضعهن على طريق إدمان المخدرات والزواج العرفي، والانحراف بصفة عامة.
والمعروف أن تأثير المرأة على المرأة مثل السحر وخاصة إذا كانت إحداهما تثق في الأخرى وعادة المرأة المفسدة تتمتع بوسائل جذب في كلامها وتحركاتها وتصرفاتها يمكن أن تخدع البعض، وتبهر البعض الآخر وهذه المرأة تكون بالفعل كالأفعى، تبث سمومها في رأس الأخرى فتقلب حياتها رأساً على عقب.
وتشير بثينة كامل إلى أن منبع خطورة المرأة على المرأة أنها تفهمها جيداً، ربما من مجرد النظر في وجهها وتفهم احتياجاتها، وما يمكن أن يسعدها أو يتعسها، ولذلك فإنني أنصح الأمهات في ضرورة مراقبة صديقات بناتهن، والتدقيق جيداً بينهن وفي البيئة التي خرجن منها، ولا مانع أبداً أن تتدخل الأم بأسلوب جيد في اختيار صديقات ابنتها المراهقة.
في حبائل امرأة
وتمسك بطرف الحديث الأديبة هالة الشاروني مؤكدة أن انتشار الظواهر الشبابية السلبية بين الشباب عامة تأتي عادة من خلال الصداقات والزمالات..
وإذا لم يحترس الأهل مما يسمى (الشلة) أي شلة صديقات بناتها سواء في المدرسة الثانوية، أو الجامعة، أو النادي فربما تكون الخسائر فادحة.
فالبنات تتأثر ببعضها تأثيراً كبيراً،وأصبحت إغراءات الحياة والإحباطات التي يعيشها الأهل والتي أنعكست بالتالي على كل أفراد الأسرة بما فيها الأبناء،هذه العوامل أصبحت عوامل هدم مخيفة في مجتمعنا العربي، ولن ينجو منها إلا من رحم ربي..
وتضيف: إذا كانت كثير من السيدات الناضجات صاحبات الخبرة في الحياة قد يقعن فريسة صديقات السوء، فما بالنا بالصغيرات حديثات السن؟!
وتحكي الزميلة حنان حسين (محررة صحفية) عن إحدى صديقاتها التي انتحرت قبل عام تقريباً رغم انها كانت على قدر كبير من العقل والاتزان وأيضاً الجمال، لكن لسوء حظها انها وقعت في حبائل امرأة مدربة على الشر من خلال رحلة البحث عن العمل، واستطاعت هذه المرأة بأسلوب ساحر، والتظاهر بالأخلاق والمبادئ والتلون كالحرباء أن تجعل هذه الصديقة تدمن المخدرات، وبعد سيطرتها عليها تماماً، طلبت منها أشياء غير أخلاقية لم تستطع هذه الفتاة المسكينة أن تلبيها..
ولم تجد وسيلة للتخلص من هذه الأفعى إلا بالتخلص من الحياة نهائياً.
ومن جانبها تحذّر الدكتورة ملكة يوسف من أخذ النصح والإرشاد من صديقات السوء، وتحذّر مجالستهن بصفة عامة، فقد حذّر الرسول من جلساء السوء، قال النبى صلى الله عليه وسلم (إن الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيباً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثا).
فصديق السوء يورد الإنسان الهلاك ويضره أكثر مما ينفعه وقال تعالى {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} أما كيد المرأة فوصفه سبحانه بقوله: (كيدهن عظيم).
* *
المصدر: مجلة الجزيرة العدد: 83 / الثلاثاء 13 ,ربيع الثاني 1425